تمازج الارواح

نلتقي لنغزل من حروفنا نسيجا يجسد امتزاج ارواحنا الهائمة بين السماء والارض ..

حالكٌ سواده .. يثير لعنة الماضي .. وتهب فيه نسائمٌ موحشة توقظ اشباحاً من ارقادها نهضت لتهيم بين اشجارٍ تلتمع اوراقها من فضةِ القمرِ .. وبين زهورٍ تحتضنُ اسرار العاشقين الغائبين عن النهارِ..
سائلته .. كم من عاشق دنى منه الموت فيك .. وانتحر على اطرافك الوله والشجن .. قال هم كُثر تشجيهم نسائمي فيلهيهم الضجر ... قلت ومالك لا تسعفهم وقد اتوك ملجأ .. قال اسمعت يوما ان الليل يضيء صفحة القمر !!

اشكي ظلمته للقمرِ فيتعفف عن الردِّ ويشيحُ بنوره عن سؤُلي .. ويحيلني للشمسِ فتبسمُ لي وتربت على كتفي وتصرفني بتأدُّبٍ بعد ان تهوي عليَّ كلماتها كالشهبِ ..
تقول ما خلقت الا ليستضيء بي كل من حاله حالٌ حالِكُ .. شهبي ليست كلعنات الليل انما نور تهدي السائل طريقه ... فمن اراد الظلمة فليقبع تحت انصرافي عند الغسق .. وليحلم ويتمنى فليس في عتمةِ الليل تهدى السبل ...

اذن كيفَ السبيل الى الصفوِ دونَ ان تجتاحنا نسائم الليلِ ؟!! دونَ ان تحوم حول ارواحنا الاشباح و تدمعُ المقلُ ..
انحمل شمسنا بين اكفنا ونغفو؟!!

يا قلبي الصغير.. خذني بكل اتساعي.. واحتوي مني أناتي .. اوقد دفء بطانتك .. واضرم في شرايينك النار.. وكن ليلي ونهاري ..ضمني فيك لعلي اغفو واحلم بعيدا... لا احتواني ليل ولا الشمس تبرد آهاتي .. خذني اليك من لي غيرك منصف ومن يحتمل غيرك خلجاتي ..

تقاسمت الازمان أناتي وباتت الروح ثكلى تحاكي القاصيَ والداني .. تسألهم عن صبوةٍ تجثو فوق اترابها وتنثر في سمائها الندبُ .. ياقلب ولتكن نبضاتك لي لحناً يداعبُ الأرق الذي.. اهدانيه ذات يوم ليلٌ شاحبُ .. فأغفو على دندنات النبض الذي اليه الروح تنتمي..

... أنيس الروح ونبض الصفا ...